ومن كرامات
العيدروس-وهو مِن المعظَّمين مع الأسف حتى عند كثيٍر مِن أهل
الحجاز وخاصة الحضارمة - يقول
النبهاني: ''إنَّه لما رجع مِن الحرمين دخل "
زيلع" وكان الحاكم بها يومئذٍ
محمد بن عتيق، واتَّفق أن أم ولدٍ له -جارية- ماتت، وكان مشغوفاً بها، فدخل عليه الشيخ ليعزِّيَه، ويصبِّره، فلم يُفِد فيه شيء، ورآه في غاية التعب، وأكبَّ على قدَم الشيخ ليقبِّلها، ويبكي، فكشف الشيخ عن وجهها وناداها باسمها فأجابته! وردَّ الله عليها روحَها! وأكلتْ الهريسة بحضرة الشيخ ''.
ومن خرافات
العيدروس كما ينقلون عن
عبد الله العيدروس في
المشرع الروي أنَّه قال: '' غفر الله لمن يكتب كلامي في
الغزالي! وقال: مَن حصَّل كتاب
إحياء علوم الدين فجعله في أربعين مجلَّداً ضمنْتُ له على الله بالجنة، فتسارع النَّاس إلى ذلك، منهم العلامة
عبد الله بن أحمد با كثير، فزاد في تبيينه، وتزيينه، وجعل لكلِّ جلدٍ كيساً، فلمَّا رآه
العيدروس قال: قد زدتَّ زيادةً حسنةً، فيحتاج لك زيادة - يعني: لك زيادة عن الجنة! بعد أنْ وعده بالجنة! - فما تريد؟
قال: أريد أن أرى الجنَّة في هذه الديار ''.
وهذا
العيدروس ألَّف كلاماً مطبوعاً مع
الإحياء في الجزء الأخير منه في مدح
الإحياء والثناء عليه، ويقول من ضمنه: '' كان أحد النَّاس يعترض على
الإحياء، فجاء مرَّةً، وقال: قد تركتُ الإنكارَ والاعتراض عليه، قالوا: لماذا؟ قال: لأنِّي رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وقدمني
أبو حامد الغزالي مؤلف
الإحياء، وقال له: هذا ينكر ما في
الإحياء قال: فأخذَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الإحياء و
أبو بكر معه، فقرأه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورقةً ورقةً حتى انتهى من قراءة ما في
الإحياء، وقال: هذا الكتاب عظيم، وليس لي أي اعتراض فاضربوه! فضَربوا هذا الرجل! فقال: بقيتْ آثارُ الضرب على ظهري، وتبتُ ولله الحمد، وأنا الآن أمدح
الإحياء! ''
ينقل
العيدروس هذه القصة، فانظروا، حتى نسيَ هؤلاء الوضَّاعون الدجَّالون الكذابون أن الرسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أمِّيّاً لا يقرأ، فكيف قرأ
الإحياء كلَّه، ويقرأه في جلسةٍ واحدةٍ ثم يزكِّيه.
فكما قلتُ: أنهم يعتمدون على المنامات، وعلى الكشوفات، فالخلاف بيننا وبينهم لا أن تقول كتاب
الإحياء فيه أحاديث صحيحة، وفيه ضعيفة وموضوعة، القضية: أنَّهم يتبنَّون
الإحياء مِن أجل المنامات، فما دمتَ لم تقتنع بمبدئهم هذا: فلا داعي لأَنْ تجادلهم في الفرعيات، وعليك أن تناظرهم في الأصول.